شهدت السنوات الأخيرة تطورات ملحوظة في السوق العقاري ، حيث تزايدت التوجهات العقارية بما يتلاءم مع حركة السوق السريعة وتفضيله على العديد من مجالات الاستثمار الأخرى، بفضل التوسع الاقتصادي الكبير، خاصة في البلدان النامية. ولكن، هل سيبقى الحال كما هو في السنة القادمة؟
تشير الإحصائيات إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق العقارات العالمي إلى 5.85 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.2٪ من عام 2022 إلى عام 2030. هذا النمو يعكس التوسع المستمر في هذا القطاع الحيوي.
أدى الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا منذ أزمة كورونا إلى تسريع الرقمنة في جميع القطاعات، بما في ذلك العقارات. بات بإمكان الناس اليوم شراء منازل بنقرة زر واحدة بفضل الوسائل التقنية مثل الصور والفيديوهات، والشركات العقارية الإلكترونية مثل موقع المساكن الرائدة العقارية وشركة Zillow الأمريكية. من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2024 مع المزيد من التطورات مثل إدخال الجولات ثلاثية الأبعاد واستخدام فيديوهات الطائرات بدون طيار.
يشهد المزيد من الناس انتقالًا إلى الضواحي، وهو ما يمثل توازنًا مثاليًا بين الحياة الحضرية والريفية. يعد الانتقال إلى الضواحي خيارًا اقتصاديًا أكثر نظرًا لتكلفة المعيشة المنخفضة مقارنةً بالمدن. تتوفر في الضواحي عقارات أكثر وأرخص، ما يجعلها خيارًا جذابًا للكثيرين.
من المتوقع أن يزداد الطلب على المنازل الكبيرة التي تصلح للعائلات في عام 2024. تشير التوقعات إلى أن وتيرة البناء الجديد ستتبع هذا الطلب المتزايد، مما يوفر خيارات أكثر للعائلات الباحثة عن منازل مريحة وواسعة.
نتيجة للطلب المتزايد على منازل العائلات وتضاؤل العرض، ارتفعت أسعار المنازل في السنوات السابقة ومن المتوقع أن تظل مرتفعة في عام 2024 وما بعده.
تسبب انتقال الناس من المدن إلى الضواحي في تراجع سوق الإيجار للعقارات السكنية والتجارية في المدن الكبرى. يستمر هذا الاتجاه مع تزايد رغبة الناس في امتلاك منازلهم بدلاً من دفع مبالغ كبيرة للإيجار. و هذا احدي التوجهات العقارية الجديدة.
يتوقع الخبراء انخفاضًا تدريجيًا في معدلات الرهن العقاري في عام 2024، مما سيعزز أحلام الكثيرين في شراء العقارات السكنية. من المتوقع أن يصل متوسط الرهن العقاري لمدة 30 عامًا إلى ما بين 6.1٪ و6.5٪ في الربع الرابع من السنة.
مع ازدهار التجارة الإلكترونية، تزداد الحاجة إلى المستودعات والمساحات الصناعية. من المتوقع أن تكون التجارة الإلكترونية بمثابة دافع قوي لصناعة الخدمات اللوجستية والمستودعات الصناعية لعقد كامل على الأقل.
في ظل التغيرات الكبرى مثل حرب أوكرانيا والتضخم المرتفع وارتفاع أسعار الفائدة، سيشهد عام 2024 تحديات كبيرة. يتسم هذا العام بتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي وتكيف الاقتصادات العالمية مع التضخم، مما يؤثر على نشاط الائتمان والإقراض واستمرار التقلب في أسعار الأصول. ومع ذلك، يعرف المستثمرون كيفية الاستفادة من تلك التقلبات وتحويلها إلى فرص لتنمية محافظهم العقارية بتكلفة أقل.
شهدنا توسعًا في مفهوم العقارات ليشمل مجموعة متنوعة من الأصول الاستثمارية. أدى العصر الرقمي إلى نمو سريع للتجارة الإلكترونية، مما غير نوع الأصول المطلوبة من العقارات التجارية. من المتوقع أن نشهد المزيد من التوجهات نحو مساحات العمل المرنة والبناء للإيجار، مما يعزز التنوع في أنواع العقارات المتاحة.
باختصار، تتسم توجهات السوق العقاري لعام 2024 بالتنوع والتطور، مما يعكس التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي تؤثر على هذا القطاع الحيوي. من المتوقع أن تستمر هذه التوجهات في تشكيل مستقبل السوق العقاري وتوفير فرص جديدة للمستثمرين وأصحاب العقارات على حد سواء.
يمكننا مساعدتك في تحقيق حلمك بمنزل جديد